كل منا له الخيار بين وضعين في هذه الحياة، إمّا محاولة البقاء والنجاة أو الازدهار أذكر عندما وُلدت ابني الأول وما تلى ذلك من أحداث وتغييرات ، وقتها قررت أني أريد وضع البقاء والنجاة! فلقد واجهت 3 تغييرات كبيرة : الزواج والانتقال لمدينة مختلفة والأمومة ، ولم يكن التكيف على ذلك سهلا. لقد كان تغييرًا كبيرًا ولم يكن بمقدورأي كتاب قرأته أو نصيحة تلقيتها ممن جربوا الأمومة، أن يهيئني تمامًا للأشهر التي تلت ذلك. كان عليّ أن أتعلم كيف أعيش كأم، قبل أن أتمكن حتى من البدء في التفكير بكيفية الازدهار مرة أخرى.
والآن مع أطفالي الثلاثة ، وعندما يقعون تحت تأثير وضع البقاء والنجاة، فأوّل ما ألفت انتباههم له هو الشيء الذي يعمل معهم جيدًا في الوقت الحالي. والسبب هو أنني أحتاج منهم أولاً أن يُركّزوا على نقاط قوتهم حتى أتمكن بعد ذلك من استخدام هذه الصفات الإيجابية لمساعدتهم على حل تحدّياتهم الحالية.
ويبقى هدفي النهائي في ذلك ليس فقط مساعدتهم على تعلم البقاء والنجاة أو اجتياز تحدّي وقتي ، بل هدفي هو مساعدتهم على تعلّم كيفية الازدهار.
فيما يلي عشر طرق نستطيع معها تعليم طفلنا الازدهار:
1. نمذج السلوك الذي تريده
إذا كنت تريد أن ينمو طفلك ، فأنت بحاجة أولاً إلى نموذج للسلوك المطلوب. مما يعني أنك بحاجة إلى مستوى معقول من الاستقرار في حياتك. هذا لا يعني أن تكون لديك علاقات "مثالية" أو أن تكون دائمًا سعيدًا ، ولكنه يعني بذل جهد لتكون نموذجًا جيدًا لطفلك. فالخلايا المرآتية لدى طفلك تعكس كل شيء من المتواجدين حوله وفي بيئته .
2. اصقل مهارات التفكير
علم طفلك كيف يفكر (ولكن ليس ما يفكر فيه) بطرق إيجابية وبناءة ، وحاول إعادة صياغة أنماط التفكير السلبية إلى أفكار أكثر إيجابيّة وإنتاجية . "لاحظ أنني قلت أنماط التفكير السلبي وليس المشاعر السلبية ، فالمشاعر كلها صحيحة، نحتاج فقط أن ندرب طفلنا على قبولها ومعالجتها بطرق صحية"
تقول باحثة علم النفس الإيجابي باربرا فريدريكسون: "إن التفكير الإيجابي مهم لأنه يوسع إحساسك بالإمكانيات ويفتح عقلك ، مما يسمح لك ببناء مهارات جديدة. إنه "يوسع ويبني" كما أنه يجعل الأطفال (والكبارأيضًا) أكثر مرونة.
3. حافظ على التوازن
لا تبالغ في الأنشطة. وجدولة حياة طفلك لملء الفراغ في حياته. فالكثير من الأنشطة يمكن أن تجعله متوترًا
4. هل لديك وقتك الخاص للاسترخاء؟
خذ وقتك للاسترخاء وتجديد نفسك. ففي مثل عالمنا المزدحم هذا، من المغري دائمًا البقاء متاحين وفي تواصل واتصال دائم . نعم نحتاج إلى الضغط على زر الإيقاف المؤقت بين الحين والآخر.
5. استمتع بالأشياء الصغيرة
من خلال العيش في اللحظة الحالية ، يمكنك وطفلك الاستمتاع بالأشياء البسيطة في الحياة ، مثل التحديق في القمر أو النظر إلى النجوم ، أو الاستماع لصوت أمواج البحر . وثق أن طفلك سيحب ذلك.
6. ابق نشطًا
يحتاج طفلك إلى أن يكون نشيطًا بدنيًا. أخرج معه على لوح التزلج أو السكوتر أو الدراجة فهذا ضروريّ، وممتع بنفس الوقت! لا تحتاج الأنشطة إلى التنظيم ، ولكن من المهمّ أن تكون نشطة وممتعة.
7. ممارسة حل التحدّيات وإجراء التغييرات
ستكون هناك دائمًا تحديات يجب التغلب عليها، وهذا في نظري ما يجعل الحياة ملونة. والجزء المهم، هو كيف نبدأ في حل المشكلات وتغيير أنماط تفكيرنا؟. نحتاج أحيانًا إلى التغيير حتى نتمكن من النمو. في أوقات أخرى ، نحتاج ببساطة إلى التعامل مع التحدي من منظور مختلف. يمكنك مساعدة طفلك على تطوير مهاراته في حل التحدّيات من خلال العصف الذهني للحلول الممكنة، ومناقشة الخيارات.
8. تعزيز العلاقات الجيدة
علم طفلك تقدير واحترام صداقاته، وعلاقاته العائلية. هذا يؤسس إطارعمل راسخ لوقت لاحق في الحياة. إن رعاية حيوان أليف (مناسب لعمر طفلك) سيعلمه كيفية تقديم الرعاية والرحمة وكيفية التعامل مع المسؤولية.
9. حدد الرؤية
كتب فيكتور فرانكل: "قد تُحتمل الحياة بسبب الظروف ، ولكن قطعا لا تُحتمل عند غياب المعنى والهدف" - بتصرّف -
يحتاج كل شخص إلى معنى وهدف حتى يتمكن من التطلع إلى المستقبل بتفاؤل. لذا ساعد طفلك على تحديد الأهداف والتحدث عن رؤية مشتركة للمستقبل. على سبيل المثال ، كنت أقول قبل النوم لكل طفل من أطفالي وهم لا يزالون رضّعًا صغار: "عندما تكبر ستعيش حياة رائعة وتحقق أشياء عظيمة" ، كانوا أصغر من أن يفهمون ذلك وقتئذ، ولكن البذور الإيجابية تُزرع من أجل المستقبل! وها نحن نجني ثمار تلكم البذور وعيًا وانسجامًا.
10. أظهر الامتنان
يمكن القول إن إحدى أهم الطرق التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على تعلم كيفية الازدهار هي أن تكون نموذج للامتنان. الحياة ثمينة ورائعة للغاية وهناك الكثير من النعم اللامحدودة حولنا. اغتنم كل فرصة للتحدث بلطف وإظهار الامتنان للآخرين وللأشياء من حولك.
هذه عشر طرق مختلفة يمكنك من خلالها البدء في مساعدة طفلك على تعلم كيفية الازدهار اليوم. فلا ينبغي أن يكون البقاء والنجاة فقط خيارًا.