عندما يدخل طفل الروضة الصف، فهو لا يبحث فقط عن الحروف والأرقام؛ بل يبحث الصغير عن مشاعر أمان تقول له: "أخطاؤك مرحّب بها، ومحاولاتك تصنع طريقك."
هكذا يبدأ التأسيس: أن نعلّمه أن دماغه يكبر بالتدريب لا بالنتيجة وحدها.
وفي السطور التالية، خريطة عملية لـ "التأسيس الحقيقي” لطفل الروضة من منظور عقلية النمو، بأسلوب عملي سريع التطبيق
- ما جوهر هذه الخريطة؟
غرس قناعة بسيطة: “دماغي يكبر بالتدريب والمحاولات.” كل ما في الروضة (لغة المعلمة، وترتيب البيئة، والأنشطة، والتقييم) يخدم هذه القناعة.
- الركائز الست:
1- أمان عاطفي أولا: تنفّس مشترك قصير، وتسمية المشاعر، واحتضان الخطأ كجزء من التعلم.
2- لغة “ليس بعد”: نستبدل “ما أعرف” بـ “لا أعرف، ليس بعد.” نعلّق ذلك بصريا في الصف.
3- مدح العملية لا الهوية: نثني على الجدّية، والاستراتيجيات، والمثابرة: “لاحظت كيف جرّبت طريقتين.”
4- لعب مُوجَّه بالتحديات الصغيرة: نشاط له مستويات صعوبة (سهل/متوسط/متقدّم) ليختار الطفل مستوى “ممتع-متحدّي”.
5- خطأ مرحّب به: “ركن التجربة” + “سلة الأخطاء الجميلة” لمشاركة ما تعلّمناه من أخطائنا وعثراتنا.
6- أهداف دقيقة قابلة للقياس: هدف يومي صغير + متابعة مرئية (ملصق/خرزة/علامة).
- روتين يومي (12–15 دقيقة):
-حلقة الصباح: تأكيدات قصيرة: “أنا أتعلم، أخطائي تساعدني.”
-تحدّي اليوم المصغّر: مهمة تستغرق 5 دقائق بثلاث طرق للمحاولة.
-خطوتي التالية: “ما الطريقة التي نفعتني؟ ماذا سأجرّب غدا؟”
- أنشطة جاهزة:
-سلّم المحاولة (5 درجات: أفكّر، أجرّب، أعدّل، أطلب، مساعدة ذكية، أتقن).
-دفتر “ليس بعد”: يرسم الطفل مهارة لم يتقنها بعد وخطته للمحاولة.
-مختبر الأخطاء (مكعبات/صلصال): نبني، نخطئ، نصحّح، نسمّي الطريقة -الاستراتيجية-.
-ساعة الفضول: سؤال طفل/فريق ونمذجة-كوني نموذج- “لا أعرف بعد، كيف نكتشف؟”.
-خرز التقدّم: خرزة لكل محاولة جادّة، لا للنتيجة فقط.
- لغة المعلمة (جُمل عملية):
-“عجبتني محاولتك أكثر من النتيجة.” أو "أنا مبسوطة على مثابرتك مرّة"
-"ورّيني خطتك: جرّبتِ إيش؟ وبعدها ايش ناوية تسوين؟"
-"هذي صعبة الحين، لِسّه ما أتقنّاها." أو "مو الحين، لِسّه شوية وبتضبط مع التدريب."
-“خلينا نقسمها خطوتين ونمشي وحدة وحدة.”
-“مين حاب يشاركنا غلط علّمني اليوم؟" أو "مين يقول لنا غلطة اليوم اللي تعلّم منها؟”
-"خذي نفس، ونكمل بهدوء."
- بيئة صفّ تدعم النمو:
-لوحات: “أحاول بثلاث طرق”، “كلمات التعلّم” (أحاول/أعدّل/أسأل/أصبر). - تلاقون لوحات جاهزة بأمازون وشي إن-
-أركان تحمل أدوات مساعدة مرئية (بطاقات خطوات، صور استراتيجيات).
-مقياس مزاج بسيط لبدء اليوم (🙂😐😔) لتسمية المشاعر وتعديل التوقعات. -تلاقونه بأمازون أنواع وأشكال-
- تقييم وتواصل مع الأهل (أسبوعيًا):
-ثلاث لقطات: محاولة جادة، طريقة -استراتيجية- جديدة، تعاون مع طفل آخر.
-بطاقة حديث داخلي للبيت:
الطفل يتدرب على قول: “أحتاج وقت” / “بجرّب طريقة ثانية.”
الأهل يقولون: “باين شغلك في .....، إيش ناوي/ة تسوي بعدين؟”
- خطة أسبوعية نموذجية:
الأحد: تحدّي حركي متدرّج (قصّ/لصق/توازن).
الاثنين: لغوي: قصة قصيرة + “وين الخطأ الجميل اللي علّم بطلنا درس؟”.
الثلاثاء: رياضيات محسوسة: ثلاث طرق لحل نفس اللغز.
الأربعاء: فنّ “من خربوشة لتحفة فنية”: تحويل الخطأ إلى فكرة.
الخميس: مشروع جماعي صغير + عرض “ايش تعلّمنا من محاولاتنا؟”.
- دعم أنماط مختلفة من الأطفال:
-الخجول/القلِق: خطوات ميكرو + اختيار محدود + مدح هامس للخطوات (لا النتيجة).
-المندفع: مؤقّت قصير + قاعدة “جرّب ثم توقّف وفكّر” + دور “مراقب الاستراتيجية”.
-المستعجل للنتيجة: نعيد صياغة الهدف: “هدفنا اليوم نجرّب طريقتين، ونشوف الأجمل ومو شرط الكمال.”
- أخطاء شائعة تجنّبيها: - وأكيد نابعة من حبك وحسن نيتك-
-مدح الذكاء (“أنت عبقري”) بدل العملية.
-وضع مهام سهلة جدًا أو صعبة جدًا (نبحث عن منطقة التحدي الممتع).
-المقارنة بين الأطفال أو إنقاذ الطفل سريعا قبل أن يحاول.
- عبارات جاهزة للتعليق (نصوص قصيرة):
“أنا أحاول، وأنا أتعلّم”
“ليس خطأ، هذا يُعلّمني”
“جرّبت 1 / 2 / 3 ، وأجرّب مرّة أخرى”
“أريد تلميحا صغيرا، وليس الجواب كله.”
- فواصل لطيفة:
ابدئي/اختمي بفاصل قصير أو أغنية عن التعلّم والمحاولة (مثل "أنا أنمو") لترسيخ حب التعلم بفرح.
حابة تعرفين أكثر عن #عقلية_النمو وأهم ما يُميز الطفل-الشخص- الذي يفكّر بها، وكيف تدربين الأطفال عليها؟
احصلي على كتاب "عقلية النمو والازدهار" وانضمي إلى العشرات ممن استفادوا منه في خلق بيئة مزدهرة لأطفالهم وطلابهم.
يمكنك الاطلاع على عينة من صفحات الكتاب هنا: